إقالة هورنر- نهاية حقبة ذهبية لريد بُل وتعيين ميكيس مديرًا

المؤلف: باريس ـ الفرنسية11.04.2025
إقالة هورنر- نهاية حقبة ذهبية لريد بُل وتعيين ميكيس مديرًا

في تحول تاريخي هز أروقة الفورمولا 1، أعلن فريق ريد بُل، الفريق المهيمن على بطولة العالم للسائقين في المواسم الأربعة الماضية، يوم الأربعاء عن إنهاء خدمات مديره البريطاني القدير، كريستيان هورنر. هذه الخطوة الدراماتيكية طوت صفحة شراكة استثنائية امتدت لعقدين من الزمن، شهدت خلالها ريد بُل صعودًا مدويًا نحو قمة رياضة المحركات. لتولي زمام الأمور، استعان الفريق النمساوي بالخبير الفرنسي لوران ميكيس، قادمًا من فريق "رايسينج بولز"، ليكون القائد الجديد للفريق.

أوليفر مينتسلاف، المدير الإداري لريد بُل، أعرب عن امتنانه العميق لهورنر، قائلًا: "نتوجه بالشكر الجزيل لكريستيان هورنر على جهوده الجبارة وإسهاماته القيمة على مدار العشرين عامًا الماضية. بفضل تفانيه اللامحدود، وخبرته الواسعة، ومهاراته القيادية الفذة، ورؤيته المبتكرة، أسهم كريستيان بشكل محوري في ترسيخ مكانة ريد بُل رايسينج كواحد من أنجح الفرق وأكثرها إثارة للإعجاب في عالم الفورمولا 1."

وأضاف مينتسلاف بتقدير بالغ: "شكرًا لك كريستيان على كل ما قدمته، وستبقى دائمًا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ فريقنا العريق." وجاء في بيان رسمي صادر عن الفريق: "أعفى ريد بُل كريستيان هورنر من مسؤولياته التشغيلية اعتبارًا من الأربعاء 9 يوليو 2025، وتم تعيين لوران ميكيس مديرًا تنفيذيًا جديدًا لريد بُل رايسينج."

يُذكر أن هورنر، البالغ من العمر 51 عامًا، قد تولى منصبه الرفيع في ريد بُل في يناير 2005، عندما استحوذ عملاق مشروبات الطاقة ريد بُل على فريق جاقوار. حينها، كان هورنر يبلغ من العمر 31 عامًا فقط، ليصبح أصغر مدير فريق في تاريخ الفورمولا 1، بالتزامن مع دخول ريد بُل إلى حلبة المنافسة الكبرى. تحت قيادته الحكيمة، حقق الفريق النمساوي نجاحات باهرة بكل المقاييس، حيث قاد الحظيرة النمساوية للفوز ببطولة السائقين ثماني مرات، في الأعوام 2010، 2011، 2012، و2013 مع السائق الألماني الموهوب سيباستيان فيتل، وفي المواسم الأربعة الماضية مع السائق الهولندي المتألق ماكس فيرستابن، سائقه الحالي. كما قاد هورنر الفريق إلى الفوز ببطولة الصانعين المرموقة ست مرات، في الأعوام 2010، 2011، 2012، 2013، 2022، و2023. إلا أن الوضع يبدو أكثر تعقيدًا هذا الموسم، حيث يحتل الفريق حاليًا المركز الرابع في ترتيب الصانعين، مع وصول موسم 2025 إلى منتصفه، بينما يحتل فيرستابن المركز الثالث في بطولة السائقين، بفارق ملحوظ خلف ثنائي ماكلارين، الأسترالي أوسكار بياستري والبريطاني لاندو نوريس.

بعد الإعلان عن تعيينه خلفًا لهورنر، صرح ميكيس بحماس: "لقد كانت رحلة رائعة أن أساهم في تأسيس رايسينج بولز مع جميع موظفينا الموهوبين. إن روح الفريق بأكمله مذهلة، وأنا على يقين تام بأن هذه ليست سوى البداية."

تجدر الإشارة إلى أن رحيل هورنر يأتي في أعقاب خسارة ريد بُل لعدد من الشخصيات البارزة الأخرى في الفترة الأخيرة، بمن فيهم المصمم الأسطوري أدريان نيوي، الذي انتقل إلى فريق أستون مارتن، وجوناثان ويتلي، المدير الرياضي، الذي انضم إلى فريق ساوبر.

حتى مستقبل السائق المتألق فيرستابن نفسه أصبح محط تكهنات، في ظل التقارير المتزايدة التي تتحدث عن اهتمام فريق مرسيدس بضمه، على الرغم من أن عقده الحالي يمتد حتى عام 2028. يُذكر أن العقد يتضمن بنودًا تسمح له بالرحيل قبل نهاية المدة، ويمكن تفعيل هذه البنود بدءًا من نهاية شهر يوليو الجاري.

وبذلك، يكون سباق جائزة بريطانيا الكبرى، الذي أقيم الأحد الماضي على حلبة "سيلفرستون"، هو آخر سباق قاده هورنر مديرًا لفريق ريد بُل. في هذا السباق، انطلق فيرستابن من المركز الأول، لكنه أنهى السباق في المركز الخامس، بعد انزلاق سيارته بسبب الأمطار الغزيرة.

يُذكر أن فيرستابن يتخلف بفارق 69 نقطة عن المتصدر بياستري مع وصول الموسم إلى منتصفه، فيما يبتعد ريد بُل بفارق 288 نقطة عن فريق ماكلارين المتصدر في بطولة الصانعين.

تعود جذور العلاقة القوية بين هورنر وشركة ريد بُل النمساوية إلى الفترة التي قضاها في بطولة سباقات فورمولا 3000، وإلى الملياردير ديتريش ماتيشيتس، الأب الروحي لشركة ريد بُل، الذي وافته المنية في عام 2022.

في عام 2004، أقدم ماتيشيتس على شراء فريق جاقوار للفورمولا 1، ورأى في الشاب هورنر ما يكفي من الإمكانيات والقدرات لتعيينه في منصب مدير الفريق الجديد، الذي أطلق عليه اسم ريد بُل، والذي خطى خطواته الأولى على حلبات السباق في عام 2005.

من بين القرارات الحاسمة التي اتخذها هورنر، كان ضم أدريان نيوي، الذي يُعتبر واحدًا من أكثر المهندسين والمصممين موهبة في جيله، بل وفي تاريخ الفئة الأولى بأكملها.

صمم نيوي، الذي انضم إلى ريد بُل في عام 2006، السيارات التي فازت بجميع الألقاب، سواء في فئة السائقين أو الصانعين.

ويُعتبر طراز "آر بي 19"، الذي صممه نيوي، والذي هيمن على بطولة عام 2023، الأكثر نجاحًا في تاريخ الفورمولا 1 من الناحية الإحصائية، حيث فاز بـ 21 جائزة كبرى من أصل 22.


سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة